روى البخاري عن أبيّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من الشعر حكمة ، وعن ابن عباس قال : جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتكلم بكلام فقال : إن من البيان سحرا وان من الشعر حكمة. أخرجه أبو داود ، وقالت عائشة رضي الله عنها : الشعر كلام منه حسن ومنه قبيح فخذ الحسن ودع القبيح ، وقال الشعبي : كان أبو بكر يقول الشعر وكان عمر يقول الشعر وكان عثمان يقول الشعر وكان علي أشعر من الثلاثة رضي الله عنهم أجمعين.
بين النظم والنثر :
وقال صاحب العمدة : «وكلام العرب نوعان : منظوم ومنثور ، ولكل منهما ثلاث طبقات : جيدة ومتوسطة ورديئة ، فإذا اتفق الطبقتان في القدر وتساوتا في القيمة ولم يكن لإحداهما فضل على الأخرى كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية لأن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة ، ألا ترى أن الدر ، وهو أخو اللفظ ونسيبه ، إليه يقاس وبه يشبه ، إذا كان منثورا لم يؤمن عليه ولم ينتفع به في الباب الذي له كسب ومن أجله انتخب ، وإن كان أعلى قدرا وأغلى ثمنا ، فإذا نظم كان أصون له من الابتذال ، وأظهر لحسنه مع كثرة الاستعمال ، وكذلك اللفظ إذا كان منثورا تبدد في الأسماع وتدحرج عن الطباع.
الكذب مذموم إلا من الشعراء :
ومن فضائله أن الكذب الذي اجتمع الناس على قبحه حسن فيه ، وحسبك ما حسّن الكذب واغتفر له قبحه ، فقد أوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير لما أرسل الى أخيه بجير ينهاه عن الإسلام