الخالدات فلا نمتنه ، نحن الآمنات فلا نخفنه ، نحن المقيمات فلا نظعنه».
وفي قوله : «يوم يعض الظالم على يديه» كناية عن الندم والغيظ والحسرة ، ومثل هذا التعبير عض الأنامل والسقوط في اليد وحرق الأرم ، ففي الصحاح حرقت الشيء حرقا : بروته وحككت بعضه ببعض ، ومنه قولهم حرق نابه أي سحقه حتى يسمع له صريف ، وفلان يحرق عليك الأرم غيظا من أرم على الشيء أي عض عليه وأرمه أيضا والأرم الأضراس كأنه جمع آرم يقال فلان يحرق عليك الأرم إذا تغيظ فحك أضراسه بعضها ببعض ، وقيل هو مجاز عبر به عن التحير والغم والندم والتفجع ، ونقل أئمة اللغة أن المتأسف المتحزن المتندم يعضّ على إبهامه ندما ، وقال الشاعر :
لطمت خدها بحمر لطاف |
|
نلن منها عذاب بيض عذاب |
فشكى العناب نور أقاح |
|
واشتكى الورد ناضر العناب |
وفلان كناية عن علم من يعقل وفل كناية عن نكرة من يعقل من الذكور وفلانة كناية عن علم من يعقل من الإناث وفلة كناية عن نكرة من يعقل من الإناث والفلان والفلانة بالألف واللام كناية عن غير العاقل ولامه واوية أو يائية.
قال أبو حيان : وفلان كناية عن العلم وهو متصرف وفل كناية عن نكرة الإنسان نحو يا رجل وهو مختص بالنداء وفلة يعني يا امرأة كذلك ولام فل ياء أو واو وليس مرخما من فلان ، خلافا للفراء ، ووهم ابن عصفور وابن مالك وصاحب البسيط في قولهم فل كناية عن العلم كفلان ، وفي كتاب سيبويه ما قلناه بالنقل عن العرب.