الآيتان
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣))
التّفسير
الاستدراج! ...
تعقيبا على البحث السابق الذي عالجته الآيات المتقدمة ـ والذي يبيّن حال أهل النّار ، تبيّن هاتان الآيتان واحدة من سنن الله في شأن كثير من عباده المجرمين المعاندين ، وهي ما عبّر عنها القرآن «بعذاب الاستدراج».
والاستدراج جاء في موطنين من القرآن : أحدهما في الآيتين محل البحث ، والآخر في الآية (٤٤) من سورة القلم ، وكلا الموطنين يتعلقان بمكذّبي آيات الله ومنكر بها.
وكما يقول أهل اللغة ، فإنّ للاستدراج معنيين :
أحدهما : أخذ الشيء تدريجا ، لأنّ أصل الاستدراج مشتق من (الدرجة) فكما أنّ الإنسان ينزل من أعلى العمارة إلى أسفلها بالسلالم درجة درجة ، أو يصعد من الأسفل إلى الأعلى درجة درجة ومرحلة مرحلة ، فقد سمي هذا الأمر