الآيات
(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥) مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٨٦))
سبب النّزول
روى المفسّرون أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين كان بمكّة ، صعد ذات ليلة على جبل الصفا ودعا الناس إلى توحيد الله ، وخاصّة قبائل قريش ، وحذرهم من عذاب الله ، وقال : «إنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، قولوا ، لا إله إلّا الله تفلحوا» فقال المشركون : إنّ صاحبهم قد جنّ ، بات ليلا يصوت حتى الصباح ، فنزلت الآيات وألجمتهم وردت قولهم.
ورغم أنّ الآية لها شأن خاص ، إلّا أنّها في الوقت ذاته لمّا كانت تدعو إلى معرفة النّبي وهدف الخلق والتهيؤ للعالم الآخر ، ففيها ارتباط وثيق بالمواضيع التي سبق بيانها في شأن أهل الجنّة وأهل النّار.