الآيتان
(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (٧) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨))
غزوة بدر أوّل مواجهة مسلحة بين الإسلام والكفر ...
لما كانت الآيات السابقة قد أشارت إلى معركة بدر ، فإنّ الآيتين أعلاه وما بعدهما من الآيات قد أماطت اللثام عن جوانب مهمّة وحساسة في تلك المعركة ليستلهم المسلمون من هذه الآيات الحقائق التي مرّت بهم في الماضي القريب ، ويجعلوها أمام أعينهم للعبرة والاتعاظ.
ولإيضاح الآيتين محل البحث والآيات التّالية ، من المناسب أن نلقي الضوء على ما جرى في هذه المعركة الحاسمة ، وكيف كانت هذه المواجهة المسلحة الأولى وهذا الجهاد الإسلامي بوجه العدوّ اللدود؟ لتتجلى لنا دقائق الأمور ولطائف ما أشارت إليه الآيات الكريمة في شأن معركة بدر الكبرى.
بدأت معركة بدر ـ طبقا لما يقول المؤرخون والمحدّثون والمفسّرون ـ حين