يأمر ابنيهما ـ وكانا فتيين وهما عبد المطلب بن ربيعة والفضل بن العباس ـ بجمع الزكاة ليتمكنا أن يأخذا سهما منه شأنهما كشأن الآخرين ، ليؤمّنا لنفسيهما المال الكافي لزواجهما ، فامتنع النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمر بسد حاجتهما عن طريق آخر وهو الخمس.
ويستفاد من هذا الحديث الذي يطول شرحه أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مصرّا على أبعاد أقاربه عن الحصول على الزكاة التي هي من أموال عامّة الناس.
من مجموع ما قلناه يتّضح أنّ الخمس ليس امتيازا للسّادة ، بل هو نوع من الحرمان لحفظ المصالح العامّة ...
٧ ـ ما هو المراد من سهم الله؟
إنّ ذكر سهم على أنّه سهم الله ، للتأكيد على أهمية مسألة الخمس وإثباتها ، ولتأكيد ولاية الرّسول والقيادة الإسلامية وحاكمية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا.
أي كما أنّ الله جعل سهما باسمه وهو أحق بالتصرف فيه ، فقد أعطى النّبي والإمام حق الولاية والتصرف فيه كذلك ، إلّا فإنّ سهم الله يجعل تحت تصرف النّبي أو الإمام يصرفه في المكان المناسب ، وليس لله حاجة في سهم معين.
* * *