وتشتتهم وجهلهم ، ويرتدعون عن خيانتهم. والله سبحانه لم يرض لهم أن يكونوا غافلين عن هذا القرار ، فلم يسلبهم فرصة التفكّر ، فإنّ لم يسلموا فقد كانت لهم الفرصة الكافية للاستعداد للمواجهة القتالية والحرب ، لئلا تكون المواجهة غير متكافئة الطرفين.
فلو لم يكن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليرعى الأصول الإنسانية والأخلاقية لما كان أمهلهم مدّة أربعة أشهر ، والفرصة الكافية لأن توقظهم من نومتهم ؛ أو يستعدوا لتهيئة القوّة القتالية المناسبة لمواجهة المسلمين ومحاربتهم إيّاهم بها.
أجل ، لو لم يكن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كذلك لما أمهلهم ولحاربهم من يوم إلغاء المعاهدة!
ومن هنا فإنّنا نجد الكثير من أولئك المشركين ـ عبدة الأصنام ـ راجعوا أنفسهم وفكروا مليّا في التعاليم الإسلامية حتى ثابوا إلى رشدهم واعتنقوا الإسلام.
٢ ـ متى بدأت الأشهر الأربعة؟
هناك بين المفسّرين كلام كثير في الجواب على هذا السؤال ، إلّا أنّ ظاهر الآي يدل على أن المدّة بدأت منذ إعلان البلاغ المهم على المشركين ، أي من يوم عيد الأضحى ، وهو العاشر من شهر ذي الحجة ، وانتهت في العاشر من شهر ربيع الثاني من السنة التالية.
ويؤيد ذلك ما ورد من حديث مروي عن الإمام الصّادق عليهالسلام في هذا الشأن «راجع تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٠٣».
* * *