الآية
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨))
التّفسير
لا يحقّ للمشركين أن يدخلوا المسجد الحرام :
قلنا : إن واحدا من الأمور الأربعة التي بلّغها الإمام علي عليهالسلام في موسم الحج في السنة التاسعة للهجرة ، هو أنّه لا يحق لأحد من المشركين دخول المسجد الحرام ، أو الطواف حول البيت ، فالآية محل البحث تشير إلى هذا الموضوع وحكمته ، فتقول أوّلا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا).
وهل الآية هذه دليل على نجاسة المشرك بالمفهوم الفقهي ، أو لا؟!
هناك كلام بين الفقهاء والمفسّرين ، ومن أجل تحقيق معنى الآية يلزمنا التحقيق في كلمة «نجس» قبل كل شيء ... «النجس» على زنة «الهوس» كلمة ذات معنى مصدري ، وتأتي للتأكيد والمبالغة والوصف.
يقول الراغب في مفرداته : إنّ النجاسة والنجس يطلقان على كل قذارة ، وهي