٣ ـ من هو أوّل من أسلم؟
إنّ أكثر المفسّرين يطرح هنا سؤالا ـ لمناسبة بحث الآية ـ وهو : من هو أوّل من أسلم ، وثبت هذا الافتخار العظيم باسمه في التاريخ؟
وفي جواب هذا السؤال ، فقد قالوا بالإجماع ، إنّ أوّل من أسلم من النساء خديجة زوجة النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الوفية المضحية. وأمّا من الرجال فكل علماء الشيعة ومفسريهم ، وفريق كبير من أهل السنة قالوا : إنّ عليّا عليهالسلام أوّل من أسلم ولبّى دعوة النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إنّ اشتهار هذا الموضوع بين علماء أهل السنة بلغ حدا ادّعى جماعة منهم الإجماع عليه واتفقوا على ذلك. ومن جملة هؤلاء الحاكم النيسابوري في (المستدرك على الصحيحين) وفي كتاب (المعرفة) ، فإنّه يقول في ص ٢٢ : لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أنّ علي بن أبي طالب رضياللهعنه أوّلهم إسلاما ، وإنّما اختلفوا في بلوغه (١).
وكتب ابن عبد البر في (الاستيعاب) ج ٢ ، ص ٤٥٧ : اتفقوا على أنّ خديجة أوّل من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ، من علي بعدها (٢).
وكتب أبو جعفر الإسكافي : قد روى الناس كافة افتخار علي بالسبق إلى الإسلام. (٣)
وبعد هذا ، فإنّ الرّوايات الكثيرة التي نقلت عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن علي عليهالسلام نفسه ، والصحابة ـ في هذا الباب بلغت حد التواتر ، وكنموذج لها نورد هنا بعض الأحاديث :
١ ـ قال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما ، علي بن أبي
__________________
(١) تفسير القرطبي ، ج ٥ ، ص ٣٠٧٥.
(٢) الغدير ، ج ٣ ، ص ٢٣٨ و ٢٣٧.
(٣) المصدر السّابق.