الآية
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢))
سبب النّزول
نقلت روايات عديدة في سبب نزول هذه الآية ، ونواجه في أكثرها اسم (أبي لبابة الأنصاري) فهو ـ حسب رواية ـ قد امتنع مع اثنين ـ أو أكثر ـ من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الاشتراك في غزوة تبوك ، لكنّهم لما سمعوا الآيات التي نزلت في ذم المتخلفين ندموا أشدّ الندم ، فجاءوا إلى مسجد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وربطوا أنفسهم بأعمدته ، فلمّا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبلغه أمرهم قالوا بأنّهم أقسموا أن لا يفكوا رباطهم حتى يفكّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأجابهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه يقسم أيضا أن لا يفعل ذلك حتى يأذن له الله ، فنزلت الآية ، وقبل الله توبتهم ، ففكّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رباطهم.
فأراد هؤلاء أن يشكروا ذلك ، فقدموا كل أموالهم بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالوا : إنّ هذه الأموال هي التي صرفتنا ومنعتنا عن الجهاد ، فاقبلها منّا ، وأنفقها في سبيل الله ، فأخبرهم النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه لم ينزل عليه شيء في هذا. فلم تمض مدّة