إنّ هذا الاطلاع هو مقدمة للثواب أو العقاب الذي ينتظره في العالم الآخر ، لذا فإنّ الآية الكريمة تعقب على ذلك مباشرة وتقول : (وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
* * *
ملاحظات
١ ـ مسألة عرض الأعمال
إنّ بين أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، ونتيجة للأخبار الكثيرة الواردة عن الأئمّة عليهمالسلام ، عقيدة معروفة ومشهورة ، وهي أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام يطلعون على أعمال كل الأمّة ، أي أنّ الله تعالى يعرض أعمالها بطرق خاصّة عليهم.
إنّ الرّوايات الواردة في هذا الباب كثيرة جدّا ، وربّما بلغت حدّ التواتر ، وننقل هنا أقساما منها كنماذج : روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «تعرض الأعمال على رسول الله أعمال العباد كل صباح ، أبرارها وفجارها ، فاحذروها ، وهو قول الله عزوجل: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) وسكت (١).
وفي حديث آخر عن الإمام الباقر عليهالسلام : «إنّ الأعمال تعرض على نبيّكم كل عشية الخميس ، فليستح أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح» (٢).
وفي رواية أخرى عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، أنّ شخصا قال له : ادع الله لي ولأهل بيتي ، فقال : «أولست أفعل؟ والله أنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كل يوم وليلة». يقول الراوي ، فاستعظمت ذلك ، فقال لي ، «أمّا تقرأ كتاب الله عزوجل : (وَقُلِ
__________________
(١) أصول الكافي ، ج ١ ، ص ١٧١ ، باب عرض الأعمال.
(٢) تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٥٨.