٢ ـ هل الرّؤية هنا تعني النظر؟
المعروف بين جميع من المفسّرين أنّ الرؤية الواردة في قوله تعالى : (فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ ...) تعني المعرفة ، لا العلم ، لأنّها لم تأخذ أكثر من مفعول واحد ولو كانت الرؤية بمعنى العلم لأخذت مفعولين.
لكن لا مانع أن تكون الرؤية بمعناها الأصلي ، وهو مشاهدة المحسوسات ، لا بمعنى العلم ، ولا بمعنى المعرفة ، فإنّ هذا الموضوع بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى الموجود في كل مكان ، والمحيط بكل المحسوسات لا مناقشة فيه.
وأمّا بالنسبة للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ، فلا مانع من ذلك أيضا ، حيث أنّهم يرون نفس الأعمال عند عرضها ، لأنّا نعلم أنّ أعمال الإنسان لا تفنى ، بل تبقى إلى يوم القيامة.
٣ ـ لا شك أنّ الله عزوجل يعلم بالأعمال قبل وقوعها ، والذي في جملة :(فَسَيَرَى اللهُ) إشارة إلى تلك الأعمال بعد تحققها في عالم الوجود.
* * *