٢ ـ الرّويات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام
لقد وردت في تفسير الآيات أعلاه روايات رائعة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، نشير إلى بعض منها :
تلا أمير المؤمنين علي عليهالسلام الآية : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ ...) ثمّ سأل أصحابه : أتعلمون من هم أولياء الله؟ فقالوا : أخبرنا بهم يا أمير المؤمنين ، فقال : «هم نحن وأتباعنا ، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا ، وطوبى لهم أفضل من طوبى لنا» ، قالوا : يا أمير المؤمنين ، ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال : «لا، إنّهم حملوا ما لم تحملوا عليه ، وأطاقوا ما لم تطيقوا» (١).
وفي كتاب كمال الدين : روي عن أبي بصير عن الصّادق عليهالسلام أنّه قال : «طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (٢).
ويروي أحد أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : إنّ أتباع هذا المذهب يرون في أواخر لحظات عمرهم ما تقّر به أعينهم ، قال الراوي : فقلت له بضع عشرة مرّة : أي شيء؟ فقال في كلّها : «يرى» لا يزيد عليها ، ثمّ جلس في آخرها فقال : «أبيت إلّا أن تعلم»؟ فقلت : نعم يا ابن رسول الله ... ثمّ بكيت ، فرق لي ، فقال : «يراهما والله» فقلت : بأبي وأمي من هما؟ فقال : «ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما». ثمّ قال : «إن هذا في كتاب الله» فقلت : أين ، جعلني الله فداك؟ قال : «في يونس ، قول الله ها هنا : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)» (٣).
ولدينا روايات أخرى بمضمون هذه الرّواية.
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٠٩.
(٢) المصدر السابق.
(٣) نور الثقلين ، الجزء ٢ ، ص ٣١٠ (باختصار).