فالله سبحانه إذا علم أن في عباده من ليس أهلا للهداية والتوفيق ، خلاه ونفسه :(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).
* * *
بحوث
١ ـ فلسفة الأشهر الحرم!
كان تحريم القتال في هذه الأشهر الأربعة أحد الطرق لإيقاف الحروب الطويلة الأمد ووسيلة للدعوة نحو الصلح والدعة ، لأنّ المحاربين إذا وضعوا أسلحتهم في هذه الأشهر الأربعة ، وأخمدت نيران الحرب ووجدت الفرصة للتفكير ، فمن غير المستبعد أن تنتهي الحرب ويحل السّلام محلّه ، لأنّ الشروع المجدد بعد إيقاف القتال وانطفاء نار الحرب في غاية الصعوبة ، ولا ننسى أن المقاتلين في حرب فيتنام خلال العشرين سنة من الحرب كانوا يواجهون صعوبة كبيرة لإيقاف القتال خلال أربع وعشرين ساعة لبداية العام الميلادي الجديد، إلّا أنّ الإسلام جعل لأتباعه قرارا بإيقاف القتال خلال أربعة أشهر ، وهذا الأمر بنفسه يدل على روح السّلام في الإسلام والمطالبة بالصلح.
إلّا أنّ العدو إذا أراد أن يستغلّ هذا القانون الإسلامي ، وأن ينتهك حرمة هذه الأشهر فعلى المسلمين أن يواجهوه بالمثل.
٢ ـ مفهوم النسيء وفلسفته في الجاهليّة
«النسيء» على وزن «الكثير» من مادة «نسأ» ومعناها التأخير ويمكن أن تكون هذه الكلمة اسم مصدر أو مصدرا ، وتطلق على ما يؤجل من إعطاء المال أو قبضه.
وكان عرب الجاهلية يؤخرون بعض الأشهر الحرم ، فمثلا كانوا ينتخبون شهر