كانوا يرتكبون مخالفتين في آن واحد إذ كانوا يحرّمون ما أحل الله ويحلّون ما حرّم الله.
٣ ـ وحدة الكلمة مقابل العدو
إنّ القرآن يعلمنا في الآيتين آنفتي الذكر أن نقف صفا واحدا بوجه العدو عند الحرب ، ويستفاد من هذا النص القرآني أنّه ينبغي التنسيق حتى في المواجهات السياسية والثقافية ، والاقتصادية والعسكرية فنحن نكتسب القوة في ظل هذه الوحدة التي تنتهل من روح الإسلام وهذا الأمر قد جعل في طي النسيان وكان مدعاة الى انحطاط المسلمين وتأخرهم.
٤ ـ كيف يزيّن للناس سوء أعمالهم؟!
إنّ فطرة الإنسان إذا كانت نقيّة تميز الصالح من الطالح بصورة جيدة ، إلّا أنّه حين يذنب الإنسان ويخطو في طريق الآثام فإنّه يفقد هذا الإحساس «بتمييز الصالح من الطالح» تدريجا.
ومتى ما واصل الإقدام على السيئات ، تبدو له سيئاته وكأنّها أمر حسن وتتزين له ، وهذ ما أشارت إليه آيات القرآن ـ في هذا المورد ـ وفي موارد أخرى.
وقد ينسب تزيين الأعمال السيئة للشيطان ، كما في الآية (٦٣) من سورة النحل (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) وقد يسند الفعل الى ما لم يسمّ فاعله ويبنى للمجهول كما في الآي محل بحثنا ، وقد يكون الفاعل وسوسة الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء. وقد ينسب الى الشركاء أي الأصنام ، كما في الآية (١٣٧) من سورة الأنعام ، وقد ينسب تزيين الأعمال السيئة الى الله ، كما في الآية (٤) من سورة النمل (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ).
وقد قلنا مرارا : إنّ نسبة مثل هذه الأمور الى الله مع أنّها تخصّ عمل الإنسان