الشمالية في اليمن التي تقع على فاصلة عشرة منازل من صنعاء!
أو لأن أوصاف النّبي وردت في التوراة بشكل أوسع وأجمع.
وعلى كل حال ، فالتعبير عن التوراة بـ «إماما» قد يكون لأجل أحكام شريعة موسى عليهالسلام كانت موجودة فيه بشكل أكمل ، حتى أنّ المسيحيين يرجعون إلى تعليمات التوراة!
٣ ـ من هو المخاطب في قوله : (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ)؟
هناك احتمالان في من هو المخاطب بهذه الآية :
الاحتمال الأوّل : النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه ، أي : يا رسول الله لا تتردد في حقانيّة القرآن وشريعة الإسلام أقلّ تردد!
وبالطبع فإنّ النّبي بحكم كونه يدرك الوحي شهودا ، ويدرك بالحواس أنّ القرآن نازل من قبل الله ، بل كان في درجة أعلى من الإحساس ، فلم يكن لدية تردد في حقانية هذه الدعوة ، ولكن ليس هذه أوّل خطاب يوجه إلى النّبي ويكون المقصود به عموم الناس ، وكما يقول المثل العربي «إيّاك أعني واسمعي يا جارة».
وهذا التعبير أساسا هو ضرب من البلاغة ، حيث يوضع المخاطب غير الحقيقي مكان المخاطب الحقيقي لأهميته ولأغراض أخرى.
والاحتمال الثّاني : إنّه المخاطب بهذه الآية كل مكلّف عاقل ، أي «فلا تك أيّها المكلف العاقل في مرية وتردد». وهذا وارد إذا لم يكن المقصود بالآية (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) هو النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل جميع المؤمنين الصادقين (فتدبّر).
ولكن التّفسير الأوّل أكثر انسجاما مع ظاهر الآية
* * *