ب ـ لم كان العقاب أو الطوفان؟!
صحيح أن قوما أو أمّة كانوا فاسدين وينبغي زوالهم ومهما تكن وسائل إزالتهم فالنتيجة واحدة ، ولكن بالتدقيق في الآيات المتقدمة نستفيد أنّ هناك تناسبا بين الذنوب وعقاب الله دائما وأبدا. «فتدبر جيدا».
كان فرعون يرى قدرته وعظمته تتجلى في «نهر النيل» ومياهه كثير البركات ، لكن الطريف أنّ هلاك فرعون ونهايته كان في النيل.
وكان نمرود يعتمد على «جيشه» العظيم ، لكننا نعلم أنّ جيشا ـ لا يعتد به ـ من الحشرات هزمه وجنوده أجمعين.
وكان قوم نوح أهل زراعة «وأنعام» وكانوا يجدون كل خيراتهم في «حبات المطر» لكن نهايتهم كانت بالمطر أيضا ..
ومن هنا يتّضح جليا أنّ حساب الله في غاية الدقّة ، ولو لا حظنا الطغاة العتاة في عصرنا وفي الحرب العالمية الأولى والثّانية كيف أبيدوا بأسلحتهم الحديثة والمتطورة لا تضح المعنى اكثر.
فلا ينبغي أن نعجب أنّ هذه الصناعات المتقدمة التي اعتمدوا عليها في استعمار الشعوب واستثمار خيراتهم واستضعافهم .. أدت إلى زوالهم.
ج ـ اسم الله على كل حال وفي كل مكان
قرأنا في الآيات المتقدمة أنّ نوحا عليهالسلام يوصي أصحابه أن لا ينسوا ذكر اسم الله في بداية حركة السفينة وعند توقفها ، فكل شيء يتقوم باسمه وبذكره ، وينبغي أن نستمد العون من ذاته القدسيّة ، كل حركة وكل توقف ، حال الهدوء وحال الإعصار والطوفان ، كل هذه الحالات ينبغي أن تبدأ باسمه ، لأنّ كل عمل يبدأ دون ذكر اسمه فهو «أبتر ومقطوع» ، وكما ورد عن نبي الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث الشريف