ه ـ سفينة النجاة :
لا يمكن الخلاص من أي طوفان دون سفينة النجاة ، وليس شرطا أن تكون هذه السفينة من الخشب والحديد ، بل ما أحسن أن تكون هذه السفينة دينا يقوّم السلوك ويهب الحياة الطيبة ويقاوم أمام أمواج طوفان الانحراف الفكري ، ويوصل أتباعه إلى ساحل النجاة.
وعلى هذا الأساس وردت روايات كثيرة عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مصادر الشيعة والسنة تعبر عن أهل بيته ـ وهم الأئمّة الطاهرون وحملة الإسلام ـ بأنّهم «سفينة النجاة».
يقول حنش بن المغيرة وأبو ذرّ آخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول : أنا أبو ذر الغفاري ، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا» (١).
وفي بعض الرّوايات أضيف إليها هذا النص «ومن تخلف عنها غرق» (٢) أو «من تخلف عنها هلك» (٣).
هذا الحديث الشريف عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يبيّن بصراحة أنّه حين يطغى الطوفان الفكري والعقائدي والاجتماعي في المجتمع الإسلامي ، فإنّ طريق النجاة الوحيد هو الالتجاء إلى مذهب أهل البيت عليهمالسلام دون المذهب التي اصطنعتها السلطات السابقة والتي لا علاقة لها بأهل البيت عليهمالسلام.
* * *
__________________
(١) عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١١.
(٢) المعجم الكبير بخط الحافظ الطبراني ، صفحة ٣٠ مخطوط.
(٣) المصدر نفسه عن جماعة من أهل السنة كابن المغازلي والخوارزمي ، الجزء التاسع من أحقاف الحق ، ص ٢٨٠ لمزيد الإيضاح جديدة.