انما هو لغيره (١) لا لنفسه ، حيث (٢) ان وجوبه لغيره لا يوجب كونه واجبا غيريا يترشح وجوبه من وجوب غيره فيكون (٣) مقدميا ، بل للتهيؤ لإيجابه (٤) ، فافهم (٥).
______________________________________________________
ما وجب للتهيؤ لتشريع واجب.
وبالجملة : فالوجوب الغيري المقدمي غير الوجوب النفسيّ التهيئي.
(١) أي : لغير التعلم وهو العمل في الرواية التي أشير إليها ، وهي قوله عليهالسلام : «قيل له : هلّا تعلمت حتى تعمل».
(٢) هذا وجه دفع المنافاة ، وقد عرفت تقريبه بقولنا : «وملخص دفع التنافي هو : أن الوجوب للغير .. إلخ» وضمائر «وجوبه ، لغيره ، كونه وجوبه ، غيره» راجعة إلى التعلم.
(٣) بالفتح ، يعني : حتى يكون التعلم واجبا مقدميا بأن ينشأ وجوبه عن وجوب غيره.
(٤) أي : لإيجاب الغير ، وهذا هو الوجوب النفسيّ التهيئي ، لأنه كما مر سابقا عبارة عن التهيؤ لإيجاب شيء على المكلف ، وقوله : «بل للتهيؤ» عطف على «لا يوجب» يعني : بل وجوبه للتهيؤ لإيجاب الغير.
(٥) يمكن أن يكون إشارة إلى وجوه لعل أوجهها إباء حمل نصوص وجوب التعلم على النفسيّ التهيئي الّذي وجّه به شيخنا الأعظم كلام العلمين الأردبيلي وسيد المدارك (قدهما) ضرورة أن قولهم عليهمالسلام في بعضها : «هلّا تعلمت حتى تعمل» كالصريح في كون التعلم مقدمة للعمل في الخارج ، لا مقدمة لوجوب العمل حتى يكون وجوب التعلم نفسيا تهيئيا له لا غيريا لوجوده كما لا يخفى. فان كان وجوبه تهيئيا كان التعبير هكذا : «هلا تعلمت حتى يجب أن تعمل».