.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
وإفطار الصوم للمسافر هدية للنبي صلىاللهعليهوآله وأمته كرامة كما في بعض الروايات مثل ما رواه في الخصال بسنده عن السكوني عن جعفر عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : «ان الله أهدى إليّ وإلى أمتي هدية لم يهدها إلى أحد من الأمم ، كرامة من الله لنا ، قالوا : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : الإفطار في السفر والتقصير في الصلاة ، فمن لم يفعل ذلك فقد رد على الله عزوجل هديته» (١)
أو رحمة وامتنانا كما في بعضها الآخر ، مثل ما عن العلل والعيون عن الفضل ابن شاذان عن الرضا عليهالسلام ، قال : «وانما قصرت الصلاة في السفر ، لأن الصلاة المفروضة أولا انما هي عشر ركعات ، والسبع انما زيدت فيها بعد ، فخفّف الله عنه تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه واشتغاله بأمر نفسه وظعنه وإقامته لئلا يشتغل عما لا بد له منه من معيشته ، رحمة من الله وتعظيما عليه ، إلّا صلاة المغرب ، فانها لم تقصر ، لأنها صلاة مقصورة في الأصل» (٢).
أو صدقة كما في مرسل ابن أبي عمير عن الصادق عليهالسلام ، قال : «سمعته يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان الله عزوجل تصدق على مرضى أمتي ومسافريها بالتقصير والإفطار ، أيسر أحدكم إذا تصدق بصدقة أن ترد عليه؟» (٣).
وعليه فإذا أتى المسافر بالصلاة تماما أو صام فقد أدرك المصلحة الواقعية ، لانحفاظها كما في سائر موارد الأحكام الترخيصية ، فان مصلحة التسهيل مما يتدارك بها الواقع. ولا منافاة بين كون القصر والإفطار رخصة وبين كونهما عزيمة ، لأن الرخصة انما هي في جعلهما هدية للعباد ، ومعنى العزيمة أن قبول الهدية واجب كما يشعر به بعض تعبيرات النصوص ، لأن في بعضها «ان الله تعالى يحب أن يؤخذ برخصه
__________________
(١) الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، الباب ٢٢ من أبواب صلاة المسافر ، الحديث ١١
(٢) الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، الباب ٢٢ من أبواب صلاة المسافر ، الحديث ١٢
(٣) الوسائل ، ج ٥ ، ص ٥٤٠ ، الباب ٢٢ من أبواب صلاة المسافر ، الحديث ٧