.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
الموضوع للعام وإرادة الخاصّ منه بدال آخر لا يوجب المجازية كما هو واضح.
وعليه ، فالعناية التي ادعاها المحقق النائيني في كلامه المتقدم لاستعمال الضرار في قصة سمرة في الإصرار بإضرار الغير تتوقف أولا على إحراز أن «ضرار» مصدر لباب المفاعلة ، وثانيا : على دلالة هذا الباب على مزاولة المادة بنحو يتصف بها الفاعل كما مثّل بالمجاهد والمماطل ونحوهما. لكنك عرفت المنع منه.
ولعله لذا التزم المحقق الخراسانيّ بأن ضرار تأكيد للضرر ، لاحتمال كونه مصدرا للثلاثي المجرد ، وغير ذلك. وعلى تقدير كونه مصدر باب المفاعلة فلم يظهر لهذا اللفظ مدلول غير معنى الثلاثي ، لاختلاف اللغويين في معناه. لكن التأكيد أيضا يتوقف على إحراز وحدة اللفظين ، مع أنه يقتضي تكرار «لا ضرر» بنفس الهيئة كما في «دكا دكا» و «صفا صفا» ونحوهما ، والاستغناء عن العاطف في التأكيد كما هو واضح ، هذا مضافا إلى أصالة الاحتراز والتأسيس وبرودة الزيادة والتأكيد خصوصا مع صدوره ممن كلامه يتلو كلام الخالق في الفصاحة والبلاغة.
وقد تحصل : أن الأقوال في «ضرار» مختلفة ، وتعيين واحد منها غير مهم في تعيين مفاد القاعدة ، إذ المستدل به عليها خصوص «لا ضرر» فلا إجمال في ما يرتبط بالمقام.
هذا ما يتعلق بمعنى كلمتي «الضرر والضرار».
وأما كلمة «لا» فهي إذا دخلت على اسم الجنس تكون لنفي الطبيعة المستلزم لنفي جميع أفرادها ، فان قولنا : «لا رجل في الدار» لا يصح إلّا إذا لم يكن شيء من أفراد طبيعة الرّجل في الدار ، هذا.
مفاد الهيئة التركيبية لجملة «لا ضرر»
وأما المقام الثاني وهو معنى الجملة التركيبية فيحتمل فيه وجوه كثيرة :