ومن جهة ثانية فإنّ ازمّة جميع الأفعال مرهونة بقدرته (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ...) وهذه مرحلة توحيد الأفعال.
ثمّ تستنتج الآية انّه إذا علمت انّ الاحاطة والعلم غير المحدود والقدرة التي لا تنتهي ... جميعها مخصوص بذات الله المقدّسة (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) وهذه مرحلة توحيد العبادة.
فينبغي اجتناب العصيان والعناد والطغيان (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
* * *
ملاحظات
١ ـ علم الغيب خاص بالله ...
كما تحدثنا بالتفصيل في تفسير الآية (١٨٨) من سورة الأعراف ، وفي تفسير الآية (٥٠) من سورة الانعام ، انّه لا مجال للتردد في انّ الاطلاع على الأسرار الخفية او الأسرار الماضية والآتية كله خاص بالله ... والآيات المختلفة من القرآن تؤكّد هذه الحقيقة وتؤيدها ايضا ... انّه ليس كمثله شيء وهو متفرد بهذه الصفة.
وإذا وجدنا في قسم من آيات القرآن بيان انّ الأنبياء قد يعلمون بعض الأمور الغيبية ، او قرانا في بعض الآيات او الرّوايات الكثيرة انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والامام عليّا والائمة المعصومين عليهمالسلام قد يخبرون عمّا يجري في المستقبل من حوادث ويبيّنون اسرارا خفيّة منها ، فينبغي ان نعرف ان كل ذلك بتعليم الله سبحانه.
فهو سبحانه حيث يجد المصلحة يطلع عباده وأولياءه على قسم من اسرار الغيب ، ولكن هذا العلم لا هو علم ذاتي ولا غير محدود ، بل هو من تعليم الله وهو محدود بمقدار ما يريده الله.