ملاحظات
١ ـ الرّؤيا والحلم
انّ مسألة الرؤيا في المنام من المسائل التي تستقطب أفكار الافراد العاديين من الناس والعلماء في الوقت نفسه.
فما هذه الأحلام التي يراها الإنسان في منامه من احداث سيئة او حسنة ، وميادين موحشة او مؤنسة ، وما يثير السرور او الغم في نفسه؟!
أهي مرتبطة بالماضي الذي عشعش في اعماق روح الإنسان وبرز الى الساحة بعد بعض التبديلات والتغييرات؟ ام هي مرتبطة بالمستقبل الذي تلتقط صوره عدسة الروح برموز خاصّة من الحوادث المستقبلية؟! او هي انواع مختلفة ، منها ما يتعلق بالماضي ، ومنها ما يتعلق بالمستقبل ، ومنها ناتج عن الميول النفسية والرغبات وما الى ذلك ...؟!
انّ القرآن يصرّح في آيات متعددة انّ بعض هذه الأحلام ـ على الأقل ـ انعكاسات عن المستقبل القريب او البعيد.
وقد قرانا عن رؤيا يوسف في الآيات المتقدمة ، كما سنرى قصّة الرؤيا التي حدثت لبعض السجناء مع يوسف في الآية (٣٦) وقصّة رؤيا عزيز مصر في الآية (٤٣) وجميعها تكشف الحجب عن المستقبل.
وبعض هذه الحوادث ـ كما في رؤيا يوسف ـ تحقق في وقت متأخر نسبيا «يقال انّ رؤيا يوسف تحققت بعد أربعين سنة» وبعضها تحقق في المستقبل القريب كما في رؤيا عزيز مصر ولمن في السجن مع يوسف.
وفي غير سورة يوسف إشارات الى الرؤيا التي كان لها تعبير ايضا ، كما ورد في سورة الفتح عن رؤيا النّبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما ورد في سورة الصافات عن رؤيا إبراهيم الخليل «وهذه الرؤيا كانت وحيا الهيا بالاضافة لما حملت من تعبير».
ونقرا في الحديث عن النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الرؤيا قوله : «الرؤيا ثلاث :