ملاحظات
١ ـ السّجن مركز للإرشاد او بؤرة للفساد
للسجن تأريخ مؤلم ومثير للغمّ جدّا في هذا العالم ، فأسوا المجرمين واحسن الناس كلاهما دخل السجن ، ولهذا السبب كان مركزا دائما لافضل الدروس البنّاءة او لأسوإ الاختبارات.
وفي الحقيقة انّ السجون التي يجتمع فيها المفسدون تعدّ معهدا عاليا للفساد! ففي هذه السجون تتمّ مبادلة الخطط التخريبيّة والتجارب .. وكلّ منحرف يعلم درسه للآخرين ، ولهذا السبب حين يطلقون من السجن يواصلون طريقهم بأسلوب اكثر مهارة من السابق وبتشكيل جديد ... الّا ان يلتفت مسئولو السجن لهذا الموضوع ، ويعملوا على تغيير هؤلاء الافراد الذين فيهم الاستعداد والقابلية الى عناصر صالحة ومفيدة وبنّاءة.
وامّا السجون التي تتشكّل من الصالحين والابرياء والنزيهين والمجاهدين في طريق الحقّ والحرية ، فهي معاهد ومراكز لتعليم الدروس العقائديّة والطرق العملية للجهاد والمبارزة والبناء.
وهذه السجون تعطي فرصة طيّبة للمنافحين في طريق الحقّ ليؤدّوا دورهم ، وينسّقوا جهودهم بعد التحرّر من هذه السجون.
وحين انتصر يوسف على امراة محتالة ماكرة متّبعة لهواها ـ كامرأة عزيز مصر ـ ودخل السجن ، سعى ان يبدّل محيط السجن الى محيط بنّاء ومركز للتعليم والتربية ، حتّى انّه وضع أساس حريته وحرية الآخرين ضمن تخطيطه هناك.
وهذا الماضي يعطينا درسا مهمّا ، وهو انّ الإرشاد والتربية ليسا محدودين في مركز معيّن كالمسجد والمدرسة ـ مثلا ـ بل ينبغي ان يستفاد من كلّ فرصة سانحة للوصول الى هذا الهدف ، حتّى ولو كانت في السجن وتحت أثقال القيود.
امّا عدد السنوات التي قضاها يوسف في السجن ، فهناك اقوال بين