٣ ـ كيف ردّ على يعقوب بصره؟!
احتمل بعض المفسّرين انّ يعقوب عليهالسلام لم يفقد بصره بصورة كليّة ، وانّما ضعف بصره ، وعند حصول مقدّمات الوصال تبدّل تبدّلا بحيث عاد ذلك البصر الى حالته الطبيعيّة الاولى ، الّا انّ ظاهر آيات القرآن يدلّ على انّه فقد بصره تماما وابيضّت عيناه من الحزن ، وعلى ذلك فإنّ بصره عاد اليه عن طريق الاعجاز ، حيث يقول القرآن الكريم : (فَارْتَدَّ بَصِيراً).
٤ ـ الوعد بالاستغفار :
نقرا في الآيات ـ محل البحث ـ انّ يوسف عليهالسلام قال لإخوته عند ما أظهروا له ندامتهم: (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ) الّا انّ يعقوب عليهالسلام قال لهم عند ما اعترفوا عنده بالذنب وأظهروا الندامة : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) وكان هدفه ـ كما تقول الرّوايات ـ ان يؤخّر استجابة طلبهم الاستغفار الى السحر (من ليلة الجمعة) الذي هو خير وقت لاستجابة الدعاء وقبول التوبة (١).
والآن ينقدح هذا السؤال وهو : كيف أجابهم يوسف بصورة قطعيّة ، وأوكل أبوهم ذلك الى المستقبل؟!
ولعلّ هذا الاختلاف ناشئ عن انّ يوسف عليهالسلام كان يتحدّث عن «إمكان المغفرة» وانّ هذا الذنب من الممكن ان يعفو الله عنه ، ويعقوب كان يتحدّث عن «فعليّة المغفرة» وانّه ما الذي ينبغي ان يفعل حتّى تتحقّق التوبة والمغفرة «فلاحظوا بدقّة».
__________________
(١) نقرا في تفسير القرطبي انّ هدفه كان الاستغفار لهم في ليلة الجمعة الموافقة ليوم عاشوراء «لمزيد الاطلاع يراجع تفسير القرطبي ، ج ٦ ، ص ٣٤٩١».