كذلك فـ (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ).
فيتولّى امور عباده بالتيسير والتدبير .. وهو يعلم من هو المحتاج ومن هو الجدير بالاستجابة (إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
ثمّ يلتفت يوسف نحو مالك الملك الحقيقي وولي النعمة الدائمة فيقول شاكرا راجيا : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ).
وهذا العلم البسيط بحسب الظاهر «تأويل الأحاديث» كم كان له من اثر عظيم في تغيير حياتي وحياة جماعة آخرين من عبادك ، وما أعظم بركة العلم! فأنت يا ربّ : (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
ولذلك فقد خضعت واستسلمت قبال قدرتك جميع الأشياء.
ربّاه : (أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
اي انّني لا اطلب دوام الملك وبقاء الحكم والحياة الماديّة منك يا ربّ ، لانّ هذه الأمور جميعها فانية وليس فيها سوى البريق الجذّاب. بل اطلب منك يا ربّ ان تكون عاقبة امري على خير ، وان اقضي حياتي وأموت مؤمنا في سبيلك مسلّما لارادتك ، وان أكون في صفوف الصالحين. فهذه الأمور هي المهمّة لديّ فحسب.
* * *
بحوث
١ ـ هل السجود لغير الله جائز؟!
كما بيّنا في الجزء الاوّل من هذا التّفسير عند بحثنا في شأن سجود الملائكة لآدم ، فقلنا : انّ السجود بمعنى العبادة يختص بالله تعالى ولا تجوز العبادة لاي احد في ايّ مذهب الّا لله سبحانه وهذا هو المراد من توحيد العبادة الذي هو قسم مهمّ من التوحيد الذي دعا اليه جميع الأنبياء.