على مناطق منبسطة ومناطق جبلية ووديان ، وهذه أفضل صيغة لحياة الإنسان والكائنات الحيّة. ثمّ تضيف الآية بعد ذلك الأنهار (وَأَنْهاراً).
رائع جدّا نظام سقي الأرض بواسطة الجبال ، وعلاقة الأنهار بالجبال ، لانّ كثيرا من الجبال تختزن المياه بشكل ثلوج على قممها وفي شقوق الوديان ، ثمّ تذوب تدريجيّا ، وطبقا لقانون الجاذبية تأخذ طريقها من المناطق المرتفعة الى المناطق المنخفضة بدون ان تحتاج الى قوّة اخرى لمساعدتها ، فهي تقوم بسقي كثير من المناطق وبشكل طبيعي على مدار السنة.
فلو لم يكن للأرض انحدار كاف ولم تختزن الجبال المياه بهذا الشكل ، لكان سقي كثير من المناطق اليابسة صعبا ، وفي حالة الإمكان كنّا نحتاج الى صرف مبالغ هائلة لإيصال الماء إليها.
ثمّ يذكر القرآن بعد ذلك النّباتات والأشجار التي تتكوّن من الأرض والمياه واشعّة الشمس ، والتي هي أفضل وسيلة لإمرار الإنسان بالغذاء : (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ).
والآية تشير هنا الى انّ الفاكهة كائنات حيّة فيها الذكر والأنثى ، وبواسطة التلقيح تتكوّن الثمار.
فإذا كان العالم السّويدي «لينه» المختص بعلم النبات هو الذي توصّل الى هذه الحقيقة في حوالي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي وهي انّ التزويج في عالم النباتات يعتبر قانونا عامّا تقريبا كالحيوانات ولها نطف ذكرية وانثوية وانّ الثمرة تتكوّن من التلقيح. فالقرآن الكريم قبل الف ومائة عام من ذلك كشف لنا عن هذه الحقيقة ، وهذه واحدة من معاجز القرآن العلمية التي تبيّن عظمة هذا الكتاب السّماوي الكبير.
وليس من شكّ انّ ما قبل «لينه» كان كثير من العلماء يعتقدون بوجود الذكور والإناث في بعض الأشجار ، حتّى الناس العاديين كانوا يعلمون بذلك ،