اي مختبر للأسرار هذا الذي يعمل في أغصان الأشجار ، والذي ينتج من مواد قليلة متحدة ، تركيبات مختلفة تؤمّن احتياجات الإنسان.
أليست هذه الأسرار تدلّ على وجود من يقود هذا النظام بالعلم والحكمة. وهنا في آخر الآية يقول تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
* * *
هناك عدّة نقاط :
١ ـ ما هي وجه العلاقة بين التوحيد والمعاد؟
كان الحديث في بداية الآية عن التوحيد واسرار الكون ، ولكن نقرا في نهايتها (يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) فما هي وجه العلاقة بين التوحيد والمعاد حتّى تكون الواحدة نتيجة للأخرى؟
للاجابة على هذا السؤال لا بدّ من ملاحظة ما يلي :
ا ـ انّ قدرة الله على إيجاد الكون دليل على قدرته في إعادته كما نقرا في الآية (٢٩) من سورة الأعراف (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) او نقرا في أواخر سورة «يس» قوله تعالى : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ).
ب ـ وكما قلنا في بحثنا عن المعاد ، فإنّه لا فائدة من خلق العالم إذا لم تكن الآخرة حقيقة ، لانّه لا يمكن ان تكون هذه الحياة هي الهدف من خلق هذا العالم الواسع. يقول القرآن الكريم ضمن آياته المتعلّقة بالمعاد من سورة الواقعة آية (٦٢) : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) (١).
__________________
(١) للمطالعة اكثر راجع كتاب [المعاد والعالم بعد الموت].