الآيتان
(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٥) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦))
التّفسير
تعجّب الكفّار من المعاد :
بعد ما انتهينا من البحث السّابق عن عظمة الله ودلائله ، تتطرّق الآية الاولى من هذه المجموعة الى مسألة المعاد التي لها علاقة خاصّة بمسألة المبدإ ، ويؤكّد القرآن الكريم هذا المعنى حيث يقول : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (١) اي إذا أردت ان تتعجّب من قولهم هذا فتعجب لقولهم في
__________________
(١) ويحتمل في تفسير جملة (إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ) انّ المقصود منه ان تعجب من عبادتهم للأصنام فالأعجب ان ينكروا المعاد ، ولكن هذا الاحتمال غير وارد ، والصحيح ما هو ظاهر الآية المذكور في المتن.