وعلى ايّة حال فهذا التأخير ليس بمعنى نسيان العقاب ، بل (ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) وهذا المصير ينتظر قومك المعاندين ايضا.
* * *
بحوث
١ ـ لماذا التركيز على كلمة «الرّحمان»؟
توضّح الآية أعلاه ، وما ذكرناه في اسباب النّزول ، انّ كفّار قريش لم يوافقوا على وصف الله بالرحمن ، وبما انّ ذلك لم يكن سائدا لديهم ، فانّهم كانوا يستهزئون به ، في الوقت الذي نرى فيه الآيات السابقة تصرّ وتؤكّد على ذلك ، لانّ في هذه الكلمة لطفا خاصّا ، ونحن نعلم انّ صفة الرّحمانية تعمّ وتشمل المؤمن والكافر ، الصديق والعدو ، في الوقت نفسه فانّ صفة الرّحيم خاصّة بعباده المؤمنين.
فكيف لا تؤمنون بالله الذي هو اصل اللطف والكرم حتّى شمل أعداءه بلطفه ورحمته ، فهذا منتهى الجهل.
٢ ـ لماذا لم يستجب النّبي لمطاليبهم
ومرّة اخرى نواجه هنا ما يقوله البعض من انّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تكن لديه معجزة غير القرآن الكريم ، ويستندون في ذلك الى الآية أعلاه وأمثالها ، لانّ ظاهر هذه الآيات انّ النّبي لم يستجب الى طلبهم في اظهار المعاجز المختلفة من قبيل تسيير الجبال او شقّ الأرض واظهار العيون واحياء الموتى والتكلّم معهم.
ولكن ـ كما قلنا مرارا ـ الاعجاز يتمّ لإظهار الحقيقة فقط ، ولأولئك الذين يطلبون الحقّ ، فليس النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل سحر حتّى ينفّذ لهم كلّ ما يطلبونه منه او