خصوصياتها مختصّة بالله جلّ وعلا ، وهناك قسم منها يعلم بها الخواص من عباده إذا اقتضت الضرورة.
ونقرا في ادعية ليالي شهر رمضان المبارك : «وان كنت من الأشقياء فاكتبني عندك من السعداء».
وعلى ايّة حال فالمحو والإثبات بهذا الشكل الذي قلناه له معنى جامع يشمل كلّ تغيير في الحال بسبب تغيير الشروط وحدوث الموانع ، وامّا ما قاله بعض المفسّرين من انّ هذه الجملة اشارة الى مسألة محو الذنوب بسبب التوبة ، او زيادة ونقصان الرزق على اثر تغيير الشروط ، ليس صحيحا ، الّا إذا اعتبروها واحدا من مصاديقها.
٢ ـ ما هو البداء؟
«البداء» احد البحوث العويصة بين الشيعة والسنّة.
يقول الرازي في تفسيره الكبير في ذيل الآية ـ محلّ البحث ـ : «يعتقد الشيعة انّ البداء جائز على الله ، وحقيقة البداء عندهم انّ الشخص يعتقد بشيء ثمّ يظهر له خلاف ذلك الاعتقاد ، ولاثبات ذلك يتمسكون بالآية (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) ثمّ يضيف الرازي : انّ هذه العقيدة باطلة ، لانّ علم الله من لوازم ذاته ، ومحال التغيير والتبديل فيه».
وممّا يؤسف له حقّا عدم المعرفة بعقيدة الشيعة في مسألة البداء ادّت الى ان ينسب كثيرون تهما غير صحيحة الى الشيعة الاماميّة.
ولتوضيح ذلك نقول : «البداء» في اللغة بمعنى الظهور والوضوح الكامل ، وله معنى آخر هو الندم ، لانّ الشخص النادم قد ظهرت له ـ حتما ـ امور جديدة.
لا شكّ ، انّ هذا المعنى الأخير بالنسبة الى الله تعالى مستحيل ، ولا يمكن لاي