والكافرين ، وهذه الآيات تكمل ذاك البحث.
يقول تعالى اوّلا : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) (١).
وفي هذه الأثناء يقول الضعفاء الذين تاهوا في وادي الضلالة للمستكبرين الذين كانوا سبب ضلالهم (فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) فيجيبونهم بدون توقّف (قالُوا لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ).
ولكن للأسف فالمسألة منتهية (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ).
* * *
ملاحظات
١ ـ ما هو المراد من (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً)؟
أوّل سؤال يطرح بخصوص هذه الآية هو : هل أنّ الناس في هذه الدنيا غير ظاهرين في علم الله لكي تقول الآية : (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً)؟
في الجواب على هذا السؤال قال كثير من المفسّرين : انّ المقصود عدم احساس الناس بهذا الظهور والبروز امام الله في هذه الدنيا ، فيكون احساسهم ظاهرا لهم في الآخرة.
وقال بعض ايضا : المقصود هو البروز والظهور من القبور في ساحة العدل الالهي للحساب.
هذان التّفسيران جيدان وليس هناك مانع من ان تجمعا في مفهوم الآية.
__________________
(١) يجب الانتباه الى انّ «برزوا» فعل ماضي ، الّا انّه جاء هنا بصيغة المستقبل ، لانّ المسائل المتعلّقة بالقيامة قطعيّة وغير قابلة للنقاش ، ولذلك وردت في كثير من الآيات بصيغة الماضي.