الّا من خلال استقامتهم وثباتهم في مقابل الحوادث الصعبة.
٣ ـ الشجرة الطيّبة والخبيثة في الرّوايات الاسلامية
كما قلنا أعلاه فإنّ كلمة «الطيّبة» و «الخبيثة» التي شبّهت الشجرتان بها ، لها مفهوم واسع بحيث تشمل كلّ شخص وبرنامج ومبدا وفكر وعلم وقول وعمل ، ولكن وردت في بعض الرّوايات في موارد خاصّة ولكن لا تنحصر بها.
ومن جملتها ما ورد في الكافي عن الامام الصادق عليهالسلام في تفسير الآية (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) قال : «رسول الله أصلها وامير المؤمنين فرعها ، والائمّة من ذرّيتهما أغصانها ، وعلم الائمّة ثمرها ، وشيعتهم المؤمنون ورقها ، هل فيها فضل؟» (اي هل يبقى شيء) قال قلت : لا والله ، قال : «والله انّ المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها ، وانّ المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها» (١).
وعنه ايضا عليهالسلام حينما سأله سائل عن معنى الآية (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها) قال : «ذاك علم الائمّة يأتيكم كلّ عام من كلّ المناطق» (٢).
وفي رواية اخرى : «الشجرة الطيّبة رسول الله وعلي وفاطمة وبنوها ، والشجرة الخبيثة بنو اميّة» (٣).
وفي بعضها الآخر فسّرت الشجرة الطيّبة بالنخل والخبيثة بالحنظلة.
وعلى ايّة حال ليس هناك من تضادّ بين هذه التفاسير ، بل بينها وبين ما قلناه أعلاه ترابط وتنسبق ، لانّها مصاديقها.
* * *
__________________
(١) نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٥٣٥.
(٢) المصدر السابق.
(٣) المصدر السابق.