يشمل حتّى الزكاة بعد نزولها.
وعلى ايّة حال إذا تأصّل الايمان فسوف يتجلّى بالعمل فيقرب الإنسان الى ربّه من جانب ، الى عباده من جانب آخر.
٢ ـ لماذا السرّ والعلانية؟
نقرا مرارا في آيات القرآن انّ المؤمنين ينفقون او يتصدّقون في السرّ والعلانية ، وبهذا الترتيب فإنّه تعالى مع ذكره للإنفاق يذكر كيفيّة الإنفاق ، لانّه يكون مرّة في السرّ اكثر تأثيرا وكرامة ، ويكون مرّة اخرى في الجهر سببا في تشجيع الآخرين واقتدائهم في اقامة الشعائر الدينيّة.
ولو قامت حرب بين دولة اسلامية واخرى كافرة لرأينا الناس المؤمنين يحملون كلّ يوم مقادير كبيرة من التبرعات الى المناطق المنكوبة لمساعدة المتضرّرين بالحرب ، او الجرحى والمعوّقين او المقاتلين ، ومن المعلوم انّ نشر اخبار هذه التبرّعات مفيد جدّا ولتكون دليلا على مواساتهم ، ودعمهم لمقاتليهم ، وإحياء لروح الانسانيّة في عامّة الناس ، وتشجيعا للذين تخلّفوا عن هذه القافلة لكي يوصلوا أنفسهم بها ، ومن البديهي انّ الإنفاق هنا في العلانية اكثر تأثيرا.
ويقول بعض المفسّرين : انّ الفرق بين الانفاقين هو انّ الإنفاق العلني مرتبط بالواجبات ، فلا يخشى عليه من الرياء ، لان العمل بالواجبات لازم للجميع ولا داعي لاخفائه ، وامّا الإنفاق المستحبّ ـ ولانّه زائد عن الوظيفة الواجبة ـ فمن الممكن ان تتخلّله حالة من التظاهر والرياء ولذلك كان إخفاؤه أفضل.
ولكن الظاهر انّ هذا التّفسير ليس أصلا كلّيا على حدة. بل هو فرع من التّفسير الاوّل.