٦ ـ هل يعطينا الله كلّ ما نطلب منه؟
قرانا في الآيات أعلاه انّ الله عزوجل لطف بكم وأعطاكم من كلّ ما سألتموه («من» في الآية تبعيضيّة) وذلك بسبب انّ كثيرا ممّا يطلبه الإنسان من ربّه قد يعود عليه بالضرر والهلاك ، ولكنّ الله حكيم وعالم ورحيم فلا يستجيب لمثل هذه الطلبات ، وفي المقابل نرى في اكثر الأحيان انّ الإنسان لا يطلب شيئا بلسانه ، ولكن يتمنّاه بفطرته ووجدانه فيستجيب الله له ، وليس هناك مانع من ان يكون السؤال في جملة (ما سَأَلْتُمُوهُ) شاملا للسؤال باللسان والسؤال بالفطرة والوجدان.
٧ ـ لماذا لا تحصى نعماؤه؟
نعم الله ـ في الحقيقة ـ تعمّ كلّ وجودنا ، وإذا ما طالعنا الكتب المختلفة في العلوم الطبيعيّة والانسانيّة والنفسيّة وأمثالها فسوف نرى الى اي مدى تتّسع أطراف هذه النعم ، وفي الحقيقة انّ لكلّ نفس يتنفّسه الإنسان نعمتان ، ولكلّ نعمة شكر واجب.
واكثر من ذلك فنحن نعلم بأنّ متوسّط عدد الخلايا الحيّة في جسم الإنسان نحو العشرة ملايين ميليارد ، وكلّ مجموعة تشكّل قسما فعّالا في الجسم ، وهذا العدد كبير جدّا بحيث لو أردنا إحصاءه نحتاج الى مئات السنين!
فهذا قسم من نعمه علينا ، ولذلك ـ حقّا ـ لا نستطيع عدّ نعمه ، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها).
ويوجد في دم الإنسان مجموعتان من الكريّات (وهي خلايا صغيرة سابحة في الدم ولها وظائف حياتية مهمّة) ملايين من «الكريّات الحمراء» وظيفتها إيصال الاوكسجين لأجل الاحتراق وصنع خلايا الجسم ، وملايين من «الكريات البيض» وظيفتها حفظ سلامة الإنسان مقابل هجوم المكروبات ، والعجيب انّ