وممّا لا شكّ فيه انّ ابراهيم كان يعلم انّ نمرود لا يستطيع ان يحيي الموتى ، ولكن مهارته في الدجل جعلت ابراهيم يأتيه بسؤال لا قدرة له على جوابه.
هجرة ابراهيم
لقد احسّت حكومة نمرود الجبّارة بخطر هذا الشاب على دولته وانّ من الممكن ان يسبّب يقظة الشعب الرازح تحت ظلمه ، وان يحطّم القيود الاستعمارية المتسلّطة على رقاب الشعب ، فصمّم على الإيقاع بإبراهيم من خلال إحراقه بالنّار التي اجّجها جهل الناس وإرهاب النظام الحاكم.
وحينما أصبحت النّار بردا وسلاما بأمر من الله تعالى وخرج ابراهيم سالما منها ، أصابت نمرود وحكومته الدهشة ، وفقدوا معنوياتهم لانّهم كانوا يصوّرون ابراهيم على انّه شاب مغامر يريد تفرقة الناس ، لكنّه ظهر قائدا الهيّا وبطلا شجاعا يستطيع ان يقارع الجبّارين لوحده.
ولهذا السبب صمّم نمرود وأعوانه ـ الذين كانوا يمتصّون قوّتهم من دماء الناس البؤساء ـ على ان يقفوا بوجه ابراهيم بكلّ قواهم.
ومن جهة اخرى فإنّ ابراهيم قد ادّى دوره في هذا المجتمع ، حيث جعل القلوب المستعدّة تميل اليه وتؤمن بدعوته ، ولذلك راى من الأفضل ان يترك ارض بابل هو والتابعون له ، ولأجل نشر دعوته سافر الى بلاد الشام وفلسطين ومصر ، واستطاع هناك ان يدعو كثيرا من الناس الى التوحيد وعبادة الواحد القهّار.
المرحلة الاخيرة للرسالة
امضى ابراهيم عليهالسلام عمره في جهاد الوثنيين وخصوصا صنمية الإنسان ، واستطاع ان ينير قلوب المؤمنين بنور التوحيد ، ويبعث فيهم روحا جديدة ،