٣ ـ مسألة الخلود في القرآن
معنى «الخلود» لغة البقاء الطويل ، كما جاء بمعنى الأبد ايضا ، فكلمة «الخلود» لا تعني الأبد وحده لانّه تشمل كل بقاء طويل.
ولكن ذكرت في كثير من آيات القرآن مع قيود بفهم منها معنى الأبد ، فمثلا في الآية (١٠٠) من سورة التوبة ، والآية (١١) من سورة الطلاق ، والآية (٩) من سورة التغابن ، حين تذكر هذه الآيات اهل الجنّة تأتي بالتعبير عنهم (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) ومفهومها ابديّة الجنّة لهؤلاء ، ما نقرا في آيات القرآن الاخرى وصف اهل النّار كالآية (١٦٩) من سورة النساء ، والآية (٢٣) من سورة الجن هذا التعبير ايضا (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) وهو دليل على عذابهم الابدي.
وتعبيرات اخرى مثل الآية (٣) من سورة الكهف (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) والآية (١٠٨) من سورة الكهف ايضا (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) وأمثالها تدل بصورة قطعيّة على انّ طائفة من اهل الجنّة وطائفة من اهل النّار سيبقون في العذاب او النعمة.
ولم يستطع البعض ان يحل الإشكالات في الخلود والجزاء الابدي ، فاضطر الى الرجوع الى معناه اللغوي وفسّره بالبقاء الطويل ، على حين انّ تعابير كالتعابير الواردة في الآيات المتقدمة لا تفسّر بمثل هذا التّفسير.
سؤال مهم :
هنا ترتسم في ذهن كل سامع علامة استفهام كبيرة ، إذ كيف نتصوّر عدم التعادل عند الله بين الذنب والعقاب؟! وكيف يمكن القبول بأن يقضي الإنسان كل عمره الذي لا يتجاوز ثمانين سنة ـ او مائة سنة على الأكثر بالعمل الصالح او بالإثم ، ثمّ يثاب على ذلك او يعاقب ملايين الملايين من السنين.
وهذا الأمر ليس مهما بالنسبة للثواب لانّ الأجر والثواب كلما ازداد كان دليلا على كرم المثيب والمعطي ، فلا مجال للمناقشة في هذا الأمر.
ولكن السؤال يرد في العمل السيء والذنب والظلم والكفر ، وهو : «هل