أُمِرْتَ).
كما انّ هذه الاستقامة ليست عليك وحدك ، فعليك ان تستقيم أنت (وَمَنْ تابَ مَعَكَ) استقامة خالية من كل زيادة ونقصان وافراط أو تفريط (وَلا تَطْغَوْا) إذ (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ولا تخفى عليه حركة ولا قول ولا اي خطّة اخرى ... إلخ.
المسؤولية الكبيرة!!
نقرا في حديث معروف عن ابن عباس انّه قال : ما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم آية كانت اشدّ عليه ولا اشقّ من هذه الآية. ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له : اسرع إليك الشيب يا رسول الله قال : صلىاللهعليهوآلهوسلم «شيبتني هود والواقعة» (١).
ونقرا في رواية اخرى انّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال حين نزلت هذه الآية : «شمّروا شمّروا ... فما رئي ضاحكا ...» (٢).
والدليل واضح ، لانّ اربعة أوامر مهمّة موجودة في هذه الآية يلقي كل واحد منها عبئا ثقيلا على الكتف.
وأهمها الأمر بالاستقامة ... الاستقامة (المشتقة من مادة القيام) من جهة انّ الإنسان يكون تسلطه وسعيه في عمله حال القيام اكثر ... الاستقامة التي معناها طلب القيام ، اي أوجد حالة في نفسك بحيث لا تجد طريقا للضعف فيك ، فما اصعبه من امر وما اشدّه؟!
غالبا ما يكون النجاح في العمل امرا هيّنا نسبيا ... لكن المحافظة على النجاح فيها كثير من الصعوبة ... وفي اي مجتمع؟! في مجتمع متأخر متخلف ... في مجتمع بعيد عن العلم والتعقل .. في مجتمع لجوج وبين اعداء كثيرين
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٩٩.
(٢) الدر المنثور في تفسير الآية هذه.