وبالرغم من انّ المفسّرين اعطوا معاني كثيرة لهذه الكلمة في تفسيرهم للآية ، ولكنّها في الغالب تعود الى مفهوم جامع وكلي فمثلا فسّرها البعض بالميل ، وفسّرها البعض بـ «التعاون» ، وفسّرها البعض بـ «اظهار الرضا» ، وفسّرها آخرون بـ «المودّة» ، كما فسرها جماعة بالطاعة وطلب الخير ، وكل هذه المعاني ترجع الى الاعتماد والاتكاء كما هو واضح.
٢ ـ في ايّ الأمور لا ينبغي الرّكون الى الظالمين؟
بديهي انّه في الدرجة الاولى لا يصح الاشتراك معهم في الظلم او طلب الاعانة منهم ، وبالدرجة الثّانية الاعتماد عليهم فيما يكون فيه ضعف المجتمع الاسلامي وسلب استقلاله واعتماده على نفسه وتبديله الى مجتمع تابع وضعيف لا يستحق الحياة ، لانّ هذا الركون ليس فيه نتيجة سوى الهزيمة والتبعية للمجتمع الاسلامي.
وامّا ما نلاحظه أحيانا من مسائل التبادل التجاري والروابط العلمية بين المسلمين والمجتمعات غير الاسلامية على أساس حفظ منافع المسلمين واستقلال المجتمعات الاسلامية وثباتها ، فهذا ليس داخلا في مفهوم الركون الى الظالمين ولم يكن شيئا ممنوعا من وجهة نظر الإسلام ، وفي عصر النّبي نفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم والاعصار التي تلته كانت هذه الأمور موجودة وطبيعية ايضا.
٣ ـ فلسفة تحريم الركون الى الظالمين
الرّكون الى الظالمين يورث مفاسد كثيرة لا تخفى على احد بصورتها الاجمالية ولكن كلّما تفحصنا في هذه المسألة اكثر اكتشفنا مسائل دقيقة جديدة.
فالركون الى الظالمين يبعث على تقويتهم ، وتقويتهم مدعاة الى اتساع رقعة الظلم والفساد في المجتمعات ، ونقرا في الأوامر الاسلامية انّ الإنسان ما لم يجبر