هذا اللفظ بالمشركين رغم ان مصداق الظالمين في عصر نزول الآية هو المشركين.
كما انّ تفسير هذه الكلمة في الرّوايات بالمشركين لا يدلّ على الانحصار ، لانّنا قلنا مرارا وتكرارا انّ مثل هذه الرّوايات انّما تبيّن المصداق الواضح والجلي ، فعلى هذا الأساس يدخل في دائرة هذه الآية جميع الذين امتدّت أيديهم الى الظلم والفساد ، او استعبدوا خلق الله وعباده ، او استغلوا قواهم لمنافعهم ، وباختصار كل الذين دخلوا في المفهوم العام لهذا التعبير (الَّذِينَ ظَلَمُوا).
ولكن من الواضح ان من اخطأوا في حياتهم خطأ بسيطا وصاروا من مصاديق الظالم أحيانا غير داخلين في مفهوم الآية قطعا لانّه في هذه الصور لا يخرج عن شمولية هذه الآية الّا النادر ، فلا يصح الرّكون والاعتماد على اي شخص ، اللهم الّا ان نقول : انّ المراد بالركون هو الاعتماد على الظالم من جهة ظلمه وجوره ، وفي هذه الحال حتى الذين تلوّثت أيديهم بالظلم مرّة واحدة لا يجوز الركون إليهم.
٥ ـ اشكال
بعض المفسّرين من اهل السنة اشكالا يصعب الجواب عليه من مبناهم وهو ما ورد في رواياتهم من وجوب الطاعة والتسليم لسلطان الوقت الذي هو من أولو الأمر ايّا كان ، لما نقلوا حديثا عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وجوب طاعة السلطان «وان أخذ مالك وضرب ظهرك ...»! وروايات اخرى تؤكّد طاعة السلطان بمعناها الواسع.
ومن جهة اخرى تقول الآية : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) فهل يصحّ الجمع بين هذين الأمرين؟!
أراد البعض ان يرفع هذا التضاد باستثناء واحد ، وهو ان طاعة السلطان