الآية
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩))
التّفسير
حفظ القرآن من التحريف :
بعد أن استعرضت الآيات السابقة تحجج الكفار واستهزاءهم بالنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والقرآن ، تأتي هذه الآية المباركة لتواسي قلب النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من جهة ولتطمئن قلوب المؤمنين المخلصين من جهة أخرى ، من خلال طرح مسألة حيوية ذات أهمية بالغة لحياة الرسالة ، ألا وهي .. حفظ القرآن من أيادي التلاعب والتحريف (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ..) فبناء هذا القرآن مستحكم وشمس وجوده لا يغطيها غبار الضلال ، ومصباح هديه أبدي الإنارة ، ولو اتحد أعتى جبابرة التاريخ وطغاته وحكامه الظلمة ، محفوفين بعلماء السوء ، ومزودين بأقوى الجيوش عدّة وعتادا ، على أن يخمدوا نور القرآن ، فلن يستطيعوا ، لأنّ الحكيم الجبار سبحانه تعهد بحفظه وصيانته ..
وقد اختلف المفسّرون في دلالة (حفظ القرآن) في هذه الآية المباركة :
١ ـ قال بعضهم : الحفظ من التحريف والتغيير ، والزيادة والنقصان.
٢ ـ وقال البعض الآخر : حفظ القرآن من الضياع والفناء إلى يوم قيام الساعة.