«البينات» : جمع بيّنة ، بمعنى الدلائل الواضحة. ويمكن أن تكون هنا إشارة إلى معاجز وأدلة إثبات صدق الأنبياء عليهمالسلام في دعوتهم.
«الزبر» : جمع زبور ، بمعنى الكتاب.
فالبينات تتحدث عن دلائل إثبات النّبوة ، والزّبر إشارة إلى الكتب التي جمعت فيها تعليمات الأنبياء.
ومن ثمّ يتوجه الخطاب إلى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ، ليبيّن للناس مسئوليتهم تجاه آيات ربّهم الحق.
فدعوتك ورسالتك ليست بجديدة من الناحية الأساسية ، وكما أنزلنا على الذين من قبلك من الرسل كتبا ليعلموا الناس تكاليفهم الشرعية ، فقد أنزلنا عليك القرآن لتبيّن تعاليمه ومفاهيمه ، وتوقظ به الفكر الإنساني ليسيروا في طريق الحق بعد شعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وليتجهوا صوب الكمال (وليس بطريق الجبر والقوة).
بحث
من هم أهل الذكر؟
ذكرت الرّوايات الكثيرة المروية عن أهل البيت عليهمالسلام أنّ «أهل الذكر» هم الأئمّة المعصومون عليهمالسلام ، ومن هذه الرّوايات :
روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام في جوابه عن معنى الآية أنّه قال : «نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون» (١).
__________________
ـ تعلمون» كما قلنا وهو ينسجم مع ظاهر الآيات ، وبملاحظة أن الفعل (علم) يتعدى بالباء وبدونها ، وقال بعض آخر : أنّها متعلقة بجملة تقديرها «أرسلنا» وهي في الأصل «أرسلناهم بالبينات والزبر». وقال آخرون : إنّها متعلقة بجملة «وما أرسلنا» في الآية السابقة ، وقال غيرهم : إنّها متعلقة بجملة «نوحي إليهم» ، والواضح أنّ جميع الآراء المطروحة كل منها يحدد مفهوما معينا للآية ، ولكنّها في المجموع العام فالتفاوت غير كبير فيما بينها.
(١) تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٥٥.