٢ ـ التساوي بين الرجل والمرأة
ممّا لا شك فيه أنّ بين الرجل والمرأة تفاوت واختلاف من الناحيتين الجسمية والروحية، وهذا الفرق هو الذي جعلهما مختلفين في وظائفها وشؤونهما الاجتماعية ، إلّا أنّ طبيعة الاختلاف الموجود لا تنعكس على الشخصية الإنسانية ، ولا توجد اختلافا في مقامهما عند الله عزوجل ، فهما في هذا الجانب متساويان ومتكافئان ، ويحكم شخصية أي منهما مقياس واحد ألا وهو الإيمان والعمل الصالح والتقوى ، وإمكانية تحصيل ذلك لأيّ منهما متساوية.
إنّ الآيات أعلاه قد بيّنت هذه الحقيقة بكل وضوح لتخرس الأفواه المشككة في الطبيعة الإنسانية للمرأة في الماضي والحاضر ، ولترد بقوّة أولئك الذين يعطون للمرأة مقاما أقل ورتبة أنزل من الناحية الإنسانية نسبة إلى الرجل ، وقد أعلنت الآيات المنطق الإسلامي في هذه المسألة الاجتماعية المهمّة ، فقالت : إنّ الإسلام خلافا لقاصري الفكر ليس دين الرجال ، فهو يخص المرأة بنفس القدر الذي يخص الرجل.
فمن عمل صالحا وهو مؤمن رجلا كان أو امرأة ، فله الحياة الطيبة : وسينال ثواب الله تعالى من غير تمايز في الجنس ، ولا تفاضل بينهما إلّا من خلال ما يتفوق أيّ منهما على الآخر من حيث الإيمان والعمل الصالح.
٣ ـ جذور العمل الصالح ترتوي من الإيمان
العمل الصالح : مصطلح له من سعة المفهوم ما يضم بين طياته جميع الأعمال الإيجابية والمفيدة والبناءة على كافة أصعدة الحياة العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ... إلخ.
ويشمل : الاختراع الذي يبذل فيه العالم جهده سنوات طويلة من أجل خدمة الإنسانية .. جهاد الشهيد الذي حمل روحه على كفه وخاض ساحة الصراع بين