ترك الكذب في جميع أفعاله القبيحة حتى تورّع عنها جميعا.
ولذا .. فترك الكذب طريق لترك الذنوب.
٣ ـ الكذب منشأ للنفاق :
لأنّ الصدق يعني تطابق اللسان مع القلب ، في حين أنّ الكذب يعني عدم تطابق اللسان مع القلب ، وما النفاق إلّا الاختلاف بين الظاهر والباطن.
والآية (٧٧) من سورة التوبة تبيّن لنا ذلك بوضوح : (فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ).
٤ ـ لا انسجام بين الكذب والإيمان :
وإضافة إلى الآية المباركة فثمة أحاديث كثيرة تعكس لنا هذه الحقيقة الجليّة ...
فقد روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل : يكون المؤمن جبانا؟ قال : «نعم» ، قيل:ويكون بخيلا؟ قال : «نعم» ، قيل : يكون كذّابا؟ قال : «لا» (١).
ذلك لأنّ الكذب من علائم النفاق ، وهو لا يتفق مع الإيمان.
وبهذا المعنى نقل عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه أشار لهذا المعنى واستدل عليه بالآية مورد البحث.
٥ ـ الكذب يرفع الاطمئنان :
إنّ وجود الثقة والاطمئنان المتبادل من أهم ما يربط الناس فيما بينهم ، والكذب من الأمور المؤثرة في تفكيك هذه الرابطة لما يشبعه من خيانة وتقلب ،
__________________
(١) جامع السعادات ، ج ٢ ، ص ٣٢٢.