اختاروه دون غيره.
وبالنسبة لمكان نزول السورة ، فمن المشهور أنّ جميع آياتها مكيّة ، وممّا يؤيد ذلك أنّ مضمون السورة ومفاهيمها يناسب بشكل كامل مضمون ومحتوى وسياق السور المكّية ، هذا بالرغم من أنّ المفسّرين يعتقد بأنّ هناك مقطعا من السورة قد نزل في المدينة ، ولكن المشهور ما شاع بين المفسّرين من مكية تمام السورة.
ثانيا : فضيلة سورة الإسراء :
وردت في فضيلة سورة الإسراء وأجرها أحاديث كثيرة عن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن الإمام الصادق عليهالسلام.
فعن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه».
وبالنسبة لثواب قراءة سور القرآن الكريم والرّوايات التي تتحدث عن فضائلها ، ينبغي أن يلاحظ أنّ ملاك الأمر لا يتعلق بمجرّد القراءة وحسب ، وإنّما ـ كما قلنا مرارا ـ أنّ التلاوة ينبغي أن تقترن بالتفكر في معانيها والتأمّل في مفاهيمها ، وينبغي أن يعقب ذلك جميعا العمل بها ، وتحويلها إلى قواعد يسترشدها الإنسان المسلم في سلوكه.
خصوصا وإنّنا نقرأ في واحدة من الرّوايات التي تتحدث عن فضيلة هذه السورة ما نصه : «فرق قلبه عند ذكر الوالدين». أي أنّ هناك أثر ترتّب على القراءة ، وقد تمثل هنا بموجة من الأحاسيس النّبيلة والحبّ والمودّة للوالدين.
إذا ، ألفاظ القرآن تملك ولا شك قيمة واحتراما بحدّ ذاتها ، إلّا أنّ هذه الألفاظ هي مقدمة للوعي الفكري الصحيح ، كما أنّ الوعي الفكري الإيماني الصحيح هو مقدمة للعمل الصالح.