وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : «إنّ الأناة من الله والعجلة من الشيطان» (١).
طبعا هناك باب في الرّوايات الإسلامية بعنوان «تعجيل فعل الخير» ففي حديث عن رسول الله نقرأ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله يحب من الخير ما يعجل» (٣).
إنّ الرّوايات في هذا المجال كثيرة ، والمقصود منها هي السرعة في مقابل الإهمال والتأخير غير الموّجّه ، والاتكاء إلى الأعذار والتسويف باليوم وغدا ، التي غالبا ما تؤدي إلى ظهور المشاكل في الأعمال ، وشاهد هذا الكلام هو الحديث الوارد عن الإمام الصادقعليهالسلام : «من همّ بشيء من الخير فليعجله فإنّ كل شيء فيه تأخير فإنّ للشيطان فيه نظرة»(٤).
لذلك نقول : نعم للجدية والسرعة في الأعمال ، ولكن لا .. للعجلة والتسرّع.
وبعبارة أخرى : إنّ العجلة المذمومة هي التي تكون أثناء البحث والدراسة لمعرفة جوانب العمل المختلفة ، أمّا السرعة والعجلة الممدوحتان فهما اللتان يكونان بعد اتخاذ قرار الشروع بالعمل ، والتصميم على التنفيذ ، لذلك نقرأ في الرّوايات «سارعوا في عمل الخير» أي بعد أن يثبت أن هذا العمل خير فلا مجال للتأخير والتسويف.
ثالثا : دور العدد والحساب في حياة الإنسان :
كل عالم الوجود يدور حول محور العدد والحساب ، ولا نظام في هذا العالم بدون حساب ، وطبيعي أنّ الإنسان الذي هو جزء من هذه المجموعة لا يستطيع العيش من دون حساب وكتاب.
لهذا السبب تعتبر الآيات القرآنية وجود الشمس والقمر أو الليل والنهار
__________________
(١) سفينة البحار ، ج ١ ، ص ١٢٩.
(٢ ، ٣) أصول الكافي ، ج ١ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجيل فعل الخير.
(٤) المصدر السابق.