لاحظوا بدقة كيف يستخدم الإسلام نفس الألفاظ التي كان الناس يستخدمونها في مفاهيم خرافية ووهمية ، يوظفها في مفاهيم واقعية وبأسلوب تربوي بنّاء ، ولاحظوا أيضا ، كيف أنّ الأفكار التي كانت تنتهي إلى طريق مغلق ، جاء الإسلام ووجهها نحو طريق الهداية والإصلاح.
أخيرا وقبل أن ننتقل إلى الملاحظة الثّانية نختم حديثنا بكلام لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يطابق ما قلناه آنفا؟ إذا روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : «اللهمّ لا خير إلّا خيرك ، ولا طير إلّا طيرك ولا ربّ غيرك».
٢ ـ صحيفة أعمال الإنسان العجيبة :
لقد تحدّثت آيات قرآنية وروايات عديدة عن صحيفة أعمال الإنسان. وكلّ هذه الآيات والرّوايات تؤكّد على أنّ جميع الأعمال وجزئياتها وتفصيلاتها تكون مدوّنة في صحيفة الأعمال ، وفي يوم البعث والقيامة ، يستلم الإنسان صحيفة عمله بيمينه إذا كان محسنا ويتناولها بشماله إذا كان مسيئا. ففي الآية (١٩) من سورة الحاقة نقرأ! (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) وفي الآية (٢٥) من نفس السورة نقرأ قوله تعالى حكاية عن الإنسان الخاسر : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ). وفي الآية (٤٩) من سورة الكهف نقرأ قوله تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها،وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً).
وفي حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام ، يتعلق بالآية ـ مورد البحث ـ (اقْرَأْ كِتابَك ...) قال : «يذكر العبد جميع ما عمل ، وما كتب عليه ، حتى كأنّه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا