منطقك علمك» (١).
* وفي حديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام نقل عن آبائه عليهمالسلام ، قوله : «ليس لك أن تتكلم بما شئت ، لأنّ الله عزوجل يقول : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (٢).
* وعن الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إيّاكم والظن فإنّ الظن أكذب الكذب» (٣).
* وفي من لا يحضره الفقيه : «قال رجل للصادق عليهالسلام : إنّ لي جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود ، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منّي لهن؟ قال له الصادق عليهالسلام : «تالله أنت! أما سمعت الله يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) فقال الرجل : كأنّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عزوجل من عربي ولا عجمي ، ولا جرم أني قد تركتها وأنا أستغفر الله تعالى» (٤).
وفي بعض المصادر الحديثية نقرأ أنّ الإمام الصادق عليهالسلام أمر الرجل أن ينهض ويغسل غسل التوبة ، وأن يصلّي ما استطاع ، لأنّه قد ارتكب عملا سيئا لو قبض عليه لكانت مسئولية عظيمة!
من خلال مجموع هذه الآيات والرّوايات تتّضح مدى المسؤولية التي تقع على العين والأذن ، وكيف أنّ الإسلام ينهى عن أن يقول الإنسان ما لم يسمع ، أو ما لا يقوم على العلم ، أو يتحدث عن أشياء لم يرها ، إذا العلم وحده هو الميزان دون إتباع الظن والوهم والحدس أو الاعتماد على الشك والإشاعة ، لأنّ سبيل الاعتماد على هذه المصادر يؤدي إلى آثار خطرة على حياة الفرد والمجتمع ، هذه الآثار يمكن أن نلخصها كما يلي :
١ ـ إنّ اعتماد ما هو دون العلم ، يؤدي إلى هضم حقوق الأفراد وإعطاء الحق
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١٨ ، ص ١٦.
(٢) وسائل الشيعة ، ج ١٨ ، ص ١٧.
(٣) وسائل الشيعة ، ج ١٨ ، ص ٣٨.
(٤) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٦٤.