وبهذا يكون هذا الجزاء والثواب كاملا من كل الجهات (١).
٥ ـ تعالوا لنجعل من هذه الدنيا جنّة :
إنّ النعم المادية والروحية الأخروية التي صورتها الآيات السابقة في حقيقتها تشكل أصول النعم لهذا العالم ، ولعل القرآن الكريم يريد أن يفهمنا بأنّنا يمكن أن نوجد جنّة صغيرة في حياتنا تكون شبيهة بتلك الجنّة الكبيرة ، فيما لو استطعنا أن نوفر شرائطها المطلوبة اللازمة.
فلو طهرنا قلوبنا من الحقد والعداوة.
وقوّينا بيننا روابط الأخوّة والمحبّة.
وحذفنا من حياتنا تلك الاعتبارات واشكال الترف الزائدة والمفرقة.
وإذا ما عملنا لتحقيق الأمن والسلام في مجتمعنا.
وإذا أدرك الناس بأنّه لا استعباد ولا استغلال ولا طبقية فيما بينهم ... فإنّنا ـ والحال هذه ـ سنكون في جنّة الحياة الدنيا!!
* * *
__________________
(١) التّفسير الكبير للفخر الرازي ، ج ١٩ ، ص ١٩٣.