التّفسير
عاقبة مذنبي قوم لوط :
طالعتنا الآيات السابقة بقصة اللقاء بين ملائكة العذاب هؤلاء وبين إبراهيم عليهالسلام، وهذه الآيات تكمل لنا سير أحداث القصّة فتبتدأ من خروجهم من عند إبراهيم حتى لقائهم بلوط عليهالسلام.
فنقرأ أوّلا (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ).
فالتفت إليهم لوط (قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ).
يقول المفسّرون : قال لهم ذلك لما كانوا عليه من جمال الصورة ريعان الشباب ، وهو يعلم ما كان متفشيا بين قومه من الانحراف الجنسي .. فمن جهة ، هم ضيوفه ومقدمهم مبارك ولا بد من إكرامهم واحترامهم ، ولكنّ المحيط الذي يعيشه لوط عليهالسلام مريض وملوث.
ولهذا ورد تعبير «سيء بهم» في الآيات المتعرضة لقصة قوم لوط في سورة هود ، أي إنّ هذا الموضوع كان صعبا على نبيّ الله وقد اغتم لقدومهم لتوقعه يوما عصيبا!
ولكنّ الملائكة لم يتركوه وهذه الهواجس طويلا حتى سارعوا الى القول : (قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) ، أي إنّنا جئنا بالعذاب الذي واعدتهم به كثيرا ، وذلك لأنّهم لم يعتنوا ولم يصدقوا بما ذكرته لهم.
ثمّ أكّدوا له قائلين : (وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِ) ، أي العذاب الحتمي الجزاء الحاسم لقومك الضالين.
ثمّ أضافوا لزيادة التأكيد : (وَإِنَّا لَصادِقُونَ).
فهؤلاء القوم قد قطعوا كل جسور العودة ولم يبق في شأنهم محلا للشفاعة والمناقشة ، كي لا يفكر لوط في التشفع لهم وليعلم أنّهم لا يستحقونها أبدا.
ثمّ قال الملائكة للوط : أخرج وأهلك من المدينة ليلا حين ينام القوم أو